السبت، 23 مايو 2009

الحرية


 الحرية  

الانسان دائماً يحب الحرية ، فالحرية هى طريق الابداع ! والانطلاق ظاهرة انسانية قديمة ، منذ بدء الخليقة ، فبالانطلاق تحققت أفكار كثيرة مبدعة وخلاقة ، غيرت وجه التاريخ .

+ الحرية الفكرية أبدعت العلوم ، وانجازاتها ! فهى التى اكتشفت أدق مكونات الذرة ، وأعقد تكوينات الخلية ، والكروموزومات ، والجينوم الوراثى ، وها نحن أمام ابداعات الليزر ، والطاقات الجديدة : الرياح ، والشمس ، والذرة ، وليس فقط النفط !

+ والحرية أبدعت الفكر والفلسفة ، وهكذا غاص الانسان فى أعماقه ، وأعماق الكون ، والتاريخ ، والتراث ، وخرج لنا بأفكار جديدة عملاقة ، لها تأثيرها فى حياة الانسان ، فى السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا !

+ والحرية أبدعت لنا الفنون المختلفة ، كالمسرح والموسيقى والسينما والتلفزيون والفضائيات ، حتى إلى الشبكة العنكبوتية : الانترنيت !

+ بل ان الحرية أبدعت لنا الخيال العلمى ، الذى وصل بنا إلى الاقمار الصناعية ، والتواصل المعلوماتى ، وسفن الفضاء ... الخ وحالياً " النانوكوتير " ، وهى طائرة صغيرة بحجم علبة السجائر ، ووزن 5 جم ، يمكن ارسالها إلى أى مكان لتحضير معلومات بكاميرتها المتميزة ...

أما القمع ... فلا ينتج عنه سوى الركود ، والاحباط والتخلف ... ولعل أكبر مثال على ذلك انهيار الستار الحديدى ، فى الاتحاد السوفيتى ، وما تلاه من تخلف علمى وفكرى وحتى عسكرى !

لكن هناك خيط فاصل بين الامرين : الحرية والقمع ... هذا الخط هو " النظام " .... فالنظام يجعل الحرية لا تجنح إلى الفوضى المدمرة ، والأحباط لا ينتهى إلى الدمار والتلاش !
هذا الخيط الفاصل بين الحرية والاحباط ، هو " النظام " !!
وكل الفرق بيننا وبين الغرب هو فى أمرين هامين :
· الشرق : زعماء
· والغرب : نظام ( System)
· الشرق : قيود
· والغرب : حريات
من هنا نحتاج إلى الحرية والنظام معاً ، الانطلاق والضوابط معاً ... الكون كله مبنى على هذه القاعدة .

الحرية والضوابط معاً :


+ الكواكب تتحرك جميعها ، ولكن فى نظام وتضبيطها قواعد وجاذبيات ..
+ محور الارض يميل نحو الشرق بدرجة معينة هى التى تخلق الفصول : الشتاء والصيف والربيع والخريف . ولو أزداد هذا الميل قليلاً ، تنتهى الأرض وننتهى معها .
+ جاذبية الارض تحدث الغلاف الجوى ، والاوكسجين ، والحياة . داذبية القمر ضيعفة جداً ، لذلك يخرج رواد الفضاء ويسبحون فيه فى حالة " انعدام وزن " ..
+ المريخ مشكلته أنه لا يكون غلافاً ولا أو كسجيناً ، مما يجعل رواد الفضاء يفكرون مع العلماء كيف يكون معهم مخزون أو أكسجين ، وهذا مستحيل غالباً ، أو أن يستخرجون من ضخور المريخ !!
+ لابد إذن من حرية تعطينا إمكانية التفكير والابداع ، وضوابط تحفظنا من الضياع !

تنظيم الحياة :

+ للحياة اولويات " Priorities " يجب أن تخطى بالاهتمام الاكبر ، ولعل أولها " الملكوت " " أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره " ( ) .
+ ثم تأتى خطوط الحياة اليومية الرئيسية مثل : العشرة مع الله – الحياة الكنسية – الدراسة – الاسرة – الصداقة – الهوايات ...
+ ثم يأتى البرنامج اليومى / والاسبوعى / والشهرى / والسنوى / ... وذلك لوضع الخطط المناسبة لتحقيق تلك الاهداف .
+ ولكن " الالتزام " يبقى جوهرياً ، فى قيمة برنامج بدون تنفيذ !
+ والتنفيذ يحتاج إلى متابعة / ثم تقييم / ثم تعديل من آن لآخر .
**************
هكذا يقول واضعو السياسات " Policy Making "
1. Define the Problem & Need
2. Then the Goal
3. Then the Strategy
4. Then the Plan
5. The projects of this plan
6. The implementation
7. The follow- up and evaluation
8. The modification when heeded.
**************
ليت حياتنا تكون " مهدفة " ، و " منظمة " ، وتمزج بين الحرية المبدعة ، والضوابط البناءة . والرب " يمنحنا النجاح ، ونحن عبيده نقوم ونبنى " .

ليست هناك تعليقات: