السبت، 23 مايو 2009

القداسة ممكنة - القس بولس حليم

كانت امرأة عجوز لا تعرف القراءة أو الكتابة لكنها كانت تعرف الصلاة ... لدرجة أن جيرانها كانوا يطلقون على حجرتها الصغيرة جداً التى تعيش فيها ( كنيسة أم فلان ) ... وذات يوم قال لها حفيدها : ستى أنا جعان جداً ... فقالت له : إنزل تحت السرير وخذ رغيف عيش من المشنة ( الطبق ) فدخل الولد ولم يجد عيش فقال لجدته : مفيش يا ستى عيش ... فغمضت عيناها ورفعت قلبها إلى الله ثم قالت للولد إنزل يا حبيبى خذ عيش من المشنة ... فقال لها بتأفف : ما قلت لكِ يا ستى مفيش عيش ، فقالت له : اسمع الكلام يا ولدى ، فنزل الولد تحت السرير وبمجرد لمسه للمشنة حتى شعر بلسعة قوية ووجد رغيف كبير لسه خارج من الفرن فصرخ لجدته من فين ده ، فقالت له من عند أبوك السماوى ( هذه القصة أعرف أشخاصها جيداً )

وطبعاً ليست المهم المعجزة ولكن المهم نقاوة قلب المرأة العجوز التى تقول لنا أن القداسة ممكنة .

هذا يذكرنى بشعب الله الذى خرج من أرض مصر بسرعة جعلتهم يأخذون العجين بدون خمير (غير مختمر) وهذا ما يسمى عندهم بعيد الفطير وفيه لا يضعون خميرة ( رمز الشر ) فى عجينهم ولا حتى فى بيوتهم طوال فترة العيد والنفس التى تفعل ذلك تموت .

فإن كان خبز الفطير بالنسبة لإسرائيل هو خبز المشقة والتعب والهرب فاصبح كما لو كان خبزاً لحياة جديدة وعلامة المشقة السابقة صارت رمزاً لحياة جديدة مفرحة ... وهذا تحقق فى شخص المسيح فكما كان عيد الفصح 14 نيسان يشير إلى موت الرب يسوع على الصليب فإن عيد الفطير 15 نيسان يشير إلى جسده الذى فى القبر ومع ذلك لم يرى فساداً ( سبت النور ) .

وكما كانت التقدمة على المذبح طاهرة خالية من الخمير ( الخطية ) هكذا كان السيد المسيح جسده كله طاهر من كل خطية فهو " الذى لم يفعل خطية ولا وجد فى فمه مكر " ( 1بط 22:2 ) وكما قال عن نفسه " من منكم يبكتنى على خطية " ( يو 46:8 ) وشهد له بيلاطس " إنى برئى من دم هذا البار " ( مت 24:27 )

فى عيد الفصح وضع الرب أساس العلاقة مع شعبه وفى عيد الفطير وضع شرط استمرار تلك العلاقة وهى القداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب ( عب 14:12 ) .

وهم يعيدون هذا العيد نجد أن كثيرين منهم لا يعرفون أنهم يعيدون للمسيح فهم كانوا يتمتعون ويتنفسون المسيح دون أن يدروا .

والآن السيد المسيح يوصينا أن نكون قديسين وأن طريق القداسة للكل وبدون تمييز ... المهم استعداد القلب وبطريقة بسيطة نعمل الأتى :

1. نصلى صلاة يسوع حتى تتقدس أفكارنا وحواسنا وأعمالنا ... فيكون اسم يسوع المسيح فى اللاشعور ويسيطر على العقل الواعى حتى نتنفس نحن أيضاً المسيح .

2. قراءتنا فى الكتاب المقدس ليست كقراءة الجرائد أو لارضاء الضمير ... ولكن سنأخذ الآية ونحولها إلى حياة ونكرز بها .

3. سر التوبة والإعتراف ليس تنفيس عن الضغوط ولكنه تغيير فى الاتجاهات الفكرية والسلوكية وتوبة من عمق القلب .

4. وقوفنا فى القداس الإلهى نتدرب فيه على الوقوف أمام عرش الله بكل حواسنا ونقول له لن نتركك إن لم تباركنا .

ليست هناك تعليقات: